"بالعشرين على ساحتنا راجعين"، شعارٌ أطلقه تيار المستقبل لإحياء الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. تيار المستقبل وأنصار "الحريرية الوطنية" لم يقصروا يوماً بإحياء هذه الذكرى لكنها تأتي هذه المرة في ظروف مختلفة، سقوط بشار الأسد وانتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس للحكومة وحرب إسرائيلية طاحنة، فهل سنشهد "صدمة إيجابية" لعودة الرئيس سعد الحريري للعمل السياسي؟
الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري أوضح لـ"النهار" أن شعار هذا العام يتناسب مع شعار الذكرى، بمعنى أن بشار الأسد طار ونحن لم نترك الساحة في حياتنا وكنا مؤمنين دائماً بأن الحق سينتصر ولو بعد حين، وبسقوط نظام بشار الأسد رجع كل العالم للحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهناك ناس نازلين بـ 14 شباط إلى ساحة الشهداء ليحتفلوا بسقوط نظام بشار الأسد".
وأكد أن "الرئيس سعد الحريري سيلقي كلمة في 14 شباط أمام ضريح الرئيس رفيق الحريري وهذا ما يميّز هذا العام عن السنوات الماضية"، معتبراً أن "المتغيّرات التي حصلت في الفترة الأخيرة بلبنان والمنطقة تحتَم علينا أن يكون لنا موقف واضح، وهذا ما نأمل في أن نسمعه من الرئيس الحريري في 14 شباط".
كسر الجمود
ورأى أن "تعليق العمل السياسي كان قراراً اتخذه الرئيس الحريري بعد تجربة عمل لديها إيجابياتها وسلبياتها ولكن أحدث صدمة داخل المجتمع السياسي بالبلد وهي كانت للمرة الأولى كطرف سياسي يأخذ هذا القرار بلبنان، رغم أن هناك أفرقاء لاموا الرئيس الحريري على هذا القرار، ولكن بعد فترة تبيّن أن الخيار الذي اتخذه كان صحيحاً وكانت الفكرة منه إتاحة فرصة لكسر الجمود الموجود بالبلد، لاسيما أننا وصلنا إلى حائط مسدود في بعض الأحيان".
وأوضح أن "تيار المستقبل أوقف العمل السياسي لكنه لم يوقف العمل التنظيمي"، وقال: "منسقياتنا وقطاعاتنا تعمل لأن الرئيس الحريري أخذ قراراً وقت تعليق العمل السياسي يقضي بمتابعة خوض الانتخابات النقابية والانتخابات الطلابية، والشباب والصبايا داخل التيار تابعوا التواصل مع الناس وهذا الشيء الذي نراه اليوم خلال الجولات التي نقوم بها على المناطق".
ورداً على سؤال، أشار إلى أن انتخاب رئيس في لبنان لم يحصل من خلال حوار داخلي بل "بمومنتوم" خارجي وفي ظل ضغوط كبيرة حتى وصلنا فعلاً لانتخاب الرئيس جوزيف عون الذي ندعم مسيرته وإن شاء الله تتشكل حكومته قريباً مع الرئيس نواف سلام ليطبق خطاب القسم، معتبراً أننا نؤمن بأن خطاب القسم إذا طبق سنذهب إلى دولة طبيعية.
قوة الردع
وكشف أن "هناك رسالة من بعد الحرب مفادها أن الردع وقوة الردع في البلد يكمنان في بناء دولة طبيعية، ولا تكون قوة الردع بترسانة مسلحة خارج قرار الدولة، فتبين أن هذا الأمر فشل بحماية البلد".
وأكد أن "السنّة في البلد معتدلون وغير متطرفين ولكن الخوف إذا استمر شعورهم بالتهميش سيذهبون إلى محل آخر، لذلك لمسنا رغبة خلال الجولات التي نقوم بها ونلتقي خلالها الفاعليات، من رؤساء البلديات، والمخاتير وكل الناس التي التقينا بهم، بالنسبة لهم عودة الرئيس الحريري هي الحفاظ على الاعتدال، وهذا ما نقلناه للرئيس الحريري".
وإذ تذكّر يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري "كأن المشهد أمس"، قال: "منذ ذلك الحين هناك فراغ أساسي في البلد اسمه رفيق الحريري"، مشيراً إلى أن "رفيق الحريري مدرسة براغماتية ولا نزال نتعلم منها".
وعن علاقة لبنان بالرئيس السوري أحمد الشرع، قال: "ننتظر قرار رئيس الجمهورية جوزف عون حتى تتبلور الأمور، خصوصاً أن لبنان جزء من المنظومة العربية".
اقتلاع إميل لحود
ورداً على سؤال، قال: "في 14 شباط 2005 كان يجب علينا اقتلاع الرئيس إميل لحود من بعبدا، والتاريخ سيحكم".
ولاحظ أن "اليوم هناك مومنتوم في البلد بدعم دولي ودعم إقليمي وعلى رأسه عودة المملكة العربية السعودية، ويجب استغلال هذا الأمر لأقصى حد"، معتبراً أن "هناك طرفاً آخر في البلد ينتمي إلى محور غريب عن المنطقة وعن عروبتها".
ورأى أن "حزب الله" يرى نفسه المنتصر الأول والأخير، لذلك يجب عليه إعادة التقييم وفك الارتباط مع إيران وهذا واجب، خصوصاً أنهم متوهمون، معتبراً أن الطاقة الموجودة لدى الحزب كبيرة ويجب وضعها في مصلحة لبنان، وأكد أن عناصر حزب الله لبنانيون ومن صلب هذا البلد ولهم الحق أن يكونوا مشاركين ببناء الدولة الطبيعية التي تحميهم والتي يطبق فيها الدستور الذي ينص على أن السلاح يجب أن يكون في محل واحد وهو الجيش اللبناني".
رسالة لتيار المستقبل
وختم متوجهاً إلى جمهور "تيار المستقبل" بالقول: "في 14 شباط ستنزلون إلى الساحة مع الرئيس سعد الحريري وبعنوان واحد وبرسالة واحدة للقول إن مشروع رفيق الحريري لم يمت ولن يموت وانتصر رغم كل الصعاب وكان أقوى من نظام أمني سوري لبناني حاول ايقافه وأقوى من السلاح وهيمنة السلاح داخل لبنان، وسننزل لنسمع كلمة سعد الحريري".
تغطية مباشرة
-
مصدر ميداني لـ«الأخبار»: أبناء العشائر يسقطون مسيّرة ثانية في أجواء القرى الحدودية اللبنانية السورية
-
الرئيس برّي يتوجه إلى قصر بعبدا للانضمام إلى لقاء عون وسلام
-
المعلومات الاولية تفيد أنّ الدوي الذي سمع في الضاحية ناتج عن إطلاق قذيفة b7 أثناء تشييع
-
أبناء العشائر يدمرون دبابة في بلدة جرماش عند الحدود اللبنانية - السورية (الوكالة الوطنية)