كتبت زيزي اسطفان في صحيفة "نداء الوطن":
عايشة، جوسلين وغريتا أسماء العواصف التي أطلقها مؤخراً مكتب الطقس في بريطانيا على العواصف المرتقبة هناك حيث يتم اختيار الإسم إما تيمناً بمرجعية علمية نسائية أو وفق اختيارات الجمهور التي تُجمع ضمن لائحة مختصرة من الأسماء. وكانت الولايات المتحدة أول من اعتمد رسمياً نظام تسمية الأعاصير الإستوائية والمدارية منذ العام 1950. وكانت «أليس» باكورة العواصف التي تحمل إسماً نسائياً في العام 1953، ولم تنتصر المساواة بين الجنسين إلا بدءاً من العام 1979 حيث كان «بوب» أول صبي في عائلة العواصف... عندنا بدأت تسمية العواصف في العام 2015 وفق ما يقول لـ»نداء الوطن» محمد كنج رئيس قسم التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية في المطار. وأعدت لائحة من قبل مصلحة الأرصاد بأسماء نسائية وفق الترتيب الأبجدي بدءاً من الحرف Z وكانت « زينة» اول الغيث وقبلها نانسي أتت بالغلط من خارج اللائحة...ومع ارتفاع بعض الاعتراضات بدأ تطعيم أسماء العواصف بأسماء عربية واسماء للذكور فمرّ «كريم» ومرّت «ياسمينا» و «هبة» وحالياً «حيان المذكّر» الذي فرْنَجه البعض واسموه « يوهان» يخلف « دانييلا الأنثى» ويتوقع أن يكون أقسى منها ويشهد رياحاً قوية وتدنيا لتساقط للثلوج...
عاصفة أم «عيانة»؟
العواصف التي يطلق عليها اليوم اسماء تتردد في وسائل الإعلام وأحاديث الناس كانت في الماضي تسمى «عيانة» وهي حدث شتوي لا يدعو للهلع يترقب القرويون قدومه في محطات شبه ثابتة، فيه تتساقط أمطار غزيرة وتهب رياح وينزل الثلج الى ارتفاعات منخفضة وقد يلامس الشاطئ. هذه التلجة القوية او «العيانة» كانت تحمل أسماء المحطات الدينية التي تحل فيها أو حولها مثل «عيانة «مار مطانيوس» في 17 كانون الثاني أو عيانة «مار فرام» في 28 من الشهر نفسه وصولاً الى عيانة «مار مارون» في العشرية الأولى من شباط...وقبلها كان يمكن أن تأتي عيانة «الدايم دايم» أو الغطاس حيث يعرف القريون أن «من المولود للمعمود بتوقف المي عامود» ويتساقط المطر غزيراً بلا توقف.
أرشفة وتحذير
تطلق الأسماء على العواصف لتسهيل أرشفتها، يؤكد كنج، وتسهيل البحث عنها في ما بعد عبر محركات البحث مثل غوغل وغيره. ولا يطلق اسم على العاصفة إلا إذا كان متوقعاً أن تعيق الحياة الطبيعية للناس وفق أربعة معايير وهي: عصف الهواء، تدني درجات الحرارة، امتداد العاصفة لـ 48 ساعة أو أكثر وغزارة متساقطاتها. تعتمد معظم الدول، لا كلّها، تسمية للعواصف وقد يأخد بعضها الإسم عن سواه حيث يتم اعتماد الإسم الذي اطلق اولاً لا سيما إذا كانت العاصفة ستصيب مجموعة من الدول. في منطقتنا العربية لبنان وسوريا هما الأكثر عرضة للعواصف التي تقل حدتها كلما اتجهنا جنوباً لذا غالباً ما يتم اعتماد التسمية التي يطلقها لبنان على العاصفة من قبل البلدان المجاورة، ومرة تمت تسمية العاصفة في الأردن باسم « هدى».
« ويندي « « أولغا» و «نورما» كانت من بين أقوى العواصف التي ضربت لبنان لكن « فرح» التي زارتنا في اول شباط من العام 2023 كانت الأطول مدة وكادت تشكل ظاهرة مناخية و»زينة» التي ضربت لبنان في بداية كانون الثاني العام 2015 شهدت تدنّياً للثلوج وتساقطاً كثيفاً للأمطاروعطلت الحياة في لبنان والبلدان العربية المجاورة واعتبرت الأقوى بعد العاصفة العاتية النادرة التي ضربت المنطقة في أواخر شباط العام 1992. ولا ينسى طلاب لبنان العاصفة «ويندي» السعيدة الذكر التي أبقتهم في المنازل بعد تساقط ثلوجها على مستويات متدنية.
للقراءة الكاملة اضغط هنا