شهدت إحدى المدارس بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة مأساة إنسانية، بعد أن توفيت الطالبة رودينا أسامة متأثرة بإصابتها بأزمة قلبية بعد تعرضها للتنمر من جانب زميلاتها.
وتوفيت الطالبة رودينا ضحية التنمر، التي تبلغ من العمر 16 عاماً، وتدرس بالصف الأول الثانوي في إحدى المدارس الخاصة بمنطقة الهرم في محافظة الجيزة.
وأثارت الواقعة حزنًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت بعض المعلومات أن زميلات الطالبة تعرضن لها ووجهن لها كلمات مسيئة تصفها بالقبيحة، حيث قالت لها إحدى زميلاتها: "إنتي وحشة، متحملة شكلك ده إزاي؟"، ما أغضب الطالبة، فتقدمت بشكوى ضدهن لإدارة المدرسة، لكن دون استجابة.
وفتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تحقيقا موسعا حول الواقعة، بعد أن تلقت شكوى رسمية من قبل المدرسة وأهل الطالبة المتوفاة نتيجة للتنمر.
وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إصدارها تعليمات عاجلة لجميع مدارس الجمهورية لمكافحة ظاهرة التنمر بمختلف أشكالها، والالتزام بلائحة الانضباط المدرسي، وحظر استخدام العقاب البدني والنفسي للطلاب.
ويتصدى أول قانون للتنمر، والذي صدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، برقم (189) لسنة 2020، بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم (58) لسنة 1937، لاقتراف جريمة التنمر من فرد أو مجموعة بعقوبة صارمة.
ويعاقب المتنمر، وفقا للقانون، بالنص على أنه مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد منصوص عليها في أي قانون آخر، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سته أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
أما في حالة وقوع جريمة التنمر من قبل شخصين أو أكثر، فإن العقوبة التي يتم تطبيقها على المتنمر تتمثل في الحبس لمدة لا تقل عن العام، مع دفع غرامة مالية لا تقل قيمتها عن 20.000 جنيه، ولا تزيد قيمة الغرامة على 100.000 جنيه.
وروى شهود عيان من المدرسة، أن الطالبة المتوفاة خرجت من المدرسة إلى منزلها وهي في حالة انهيار تامة، وروت لشقيقتها ما دار داخل المدرسة من جانب زميلاتها لتسقط على الأرض فجأة لتفارق الحياة حزنًا.
شهود عيان على واقعة التنمر
وروت سيدة تدعى منى، وهي ولية أمر على صلة بالطالبة المتوفاة، بعض التفاصيل عنها، قائلة: "البنت دى اسمها رودينا، أهلها ربوها ونعم التربية، كل سنة من الأوائل على مدرستها، البنت كانت مركزة في دروسها وتحقيق طموحها وماشية جنب الحيط، الكلام دا معجبش زميلاتها في الفصل، وفضلوا يتنمروا عليها طول الوقت لحد لما أصيبت بسكتة قلبية من كتر إحساسها بالقهر".
في السياق ذاته، قال والد الطالبة الضحية رودينا، إن مشادة دارت بين ابنته وزميلاتها اللاتي كتبن أسماءهن على الديسك الخاص بها في الفصل متعمدين مضايقتها، لتبوبخها إحداهن بقولها: "مش شايفة شكلك عامل إزاي"، وحين اشتكت إليه ما حدث، أكد لها أنه لا داعي للقلق كون مثل هذه الأمور عادية.
وأضاف الأب: “ابنتي حكت لي أنها تعرضت للتنمر من قبل الزميلة نفسها أثناء الفسحة، وقالت لها: إنتي مش من مستوانا علشان تلعبي معانا".
من جانبه، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن التنمر سلوك عدواني متكرر بهدف الإضرار العمدي بشخص ما، مشيرا إلى أن أبشع أشكاله التي تمارس بين الطلاب في المدارس سواء بالعنف المباشر أو غير المباشر.
وأكد هندي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن التنمر له أشكال عديدة، من الممكن أن تكون جسدية أو عاطفية، مشيرًا إلى أنه يوجد تنمر مباشر بدافع الضرب، والصفع، والطعن، والعض، وهناك تنمر غير مباشر، وهو تهديد الضحية عن طريق "التريقة" على شكلها أو ملابسها أو إثارة الشائعات من حولها أو التحديق لها والاستهزاء منها، وهو ما تعرضت له الطالبة المتوفاة من قبل زميلاتها في المدرسة.
وأضاف أن من أكثر الفئات عرضة للتنمر هم طلاب المدارس، ويتم التنمر عليهم بالعنف المباشر أو غير المباشر، وقد يكون عن طريق الاستهزاء بهم أو التنمر الإلكتروني بوضع صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم داخل المدرسة.
واختتم: "ينتج عن التنمر آثار سلبية خطيرة عند هؤلاء الأشخاص الذين يتم التنمر عليهم، كما يمنحهم شعورا بالعجز والنقص وعدم التكيف الاجتماعي، حيث أثبتت الدراسات أنه ينتحر من 15 إلى 25 طفلا كل عام نتيجة تعرضهم للتنمر، أو تصيبهم أمرض قلبية مفاجئة.
المصدر: صدى البلد