عن ديفي وإنسانيتها.. وحبها وخيرها الكثير رغم المسافات والسنوات الكثيرة!

في منشور عبر يحمل الكثير من المعاني والعبر، كتبت الصحافية سعدى علوه عبر صفحتها على "فايسبوك": "كانت ديفي، ذات الأصول الهندية وتعيش في سيريلانكا، مساعدتي في تربية جاد ورام عندما اندلع العدوان الإسرائيلي في تموز 2006. استدعت السفارة السيريلانكية جاليتها في لبنان لترحيلها يومها وكان عقد عمل ديفي قد انتهى وتنوي مغادرتنا فانضمت الى مواطنيها في سفارتهم بانتظار تسفيرهم عبر الشام. كان لديفي في ذمتي 1050 دولاراً من مخصصاتها فجهزتها في ظرف ووضعته أمامها على الطاولة وقلت لها: "هودي مصرياتك". أقسمت بكل ما تؤمن أنها لن تمس قرشاً واحداً من مالها وقالت لي بالحرف: "أنا تاركتكم بحرب وما بعرف كيف رح تتطور الأمور فلازم يضل معكم مصاري. بس تخلص الحرب بتبعتي لي اياهن وقت تقدري"، وغادرت.

وأضافت: "توقف العدوان في 14 أب وكانت ديفي ما زالت في سفارتها، فذهبت اليها وطلبت منها ان تعود الى البيت ريثما يفتح مطار بيروت فأشتري لها تذكرة سفر مباشرة الى بلدها ولا تتعب في السفر من سوريا ولكنها رفضت وقالت: هلأ السفارة رح تدفع التيكيت، فوفري مصرياتك انت وما تحملي همي، وغادرت بعد يومين. أنجبت ديفي بعد رحيلها صبيا أسمته جاد تيمنا بإبني جاد، ولَم تترك عيد ميلاد احدنا ولا تتصل معايدة لغاية اليوم".
 وتابعت: "بالأمس هاتفتني وقالت لي: الوضع ب لبنان سيّء كتير، أنا عم اشتغل ب كولومبو ب 200$ فيي ابعتلك 100$ كل شهر لساعدك".

هي الإنسانية بأرقى تجلياتها، والحب والخير الذي يبقى رغم المسافات والسنوات الكثيرة.
 

---