رغم أنّ الأطفال وحدهم لا ذنب لهم بكل ما حصل ويحصل هنا في هذه البلاد المتعبة، إلا أنّهم اليوم أكثر من يدفع الثمن.. فحتى "سندويشة المدرسة" صارت صعبة المنال.
منذ أيام انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي دعوات لكي تكون "زوادة" المدرسة التي يحملها الأطفال متواضعة، لأنّ الأزمة اشتدت أكثر وهناك من لا يملك اليوم أنّ يؤمن لأولاده حتى "عروسة" زعتر. وهذا ليس مجرد "حكي"، إنّما واقع أظهرته يومياتنا وإحصائية نشرتها "اليونيسف" قبل أيام حيث أظهرت ما لم يكن حتى في الخيال.
وبدل الجلوس خلف الشاشات ونثر "البوستات" هنا وهناك، باشرت كل من الأختصاصية في علم النفس الإجتماعي نسرين نجم والناشطة الإجتماعية مريم مغنية بمبادرة مميزة. وتقوم على تأمين وجبات لعدد من الأطفال في عدة مدارس ضمن بيروت. والجدير ذكره أنّها ليست مبادرتهما الأولى، فمنذ بداية الجائحة والأزمة يعملان على مبادرات شبيهة.
وفي حديث لموقع بنت جبيل أشارت السيدة نسرين أنّها لم تكتف بما سمعته وقرأته عبر مواقع التواصل، بل عاينت دكاني مدرستين إحداهما رسمية والأخرى خاصة. ووصفت ما شاهدته بالـ "مؤسف"، مشيرة إلى أنّ بعض الأطفال لم يكن بحوزتهم إلا 500 أو ألف ليرة مما أدى إلى صدّهم من قبل بعض أصحاب هذه الدكاكين بطريقة قاسية: "شو عم يضحكوا أهلك عليك".
وأضافت أنّها أرادت أيضاً أنّ تؤمن وجبات لأطفال ليس بحوزتهم أي شيء بتاتاً، لأنّ حالة عائلاتهم المادية لا تسمح لهم بتأمين حتى وجبة متواضعة لإرسالها معهم إلى المدرسة.
ومن هنا بدأت الفكرة، حيث عملت على الصعيد النفسي أولاً فأمنت وجبات (تتضمن علبة جيلو، كاسترد، ساندويش صغير وغيرها) ووضعتها في دكاكين المدارس كي لا يتم صدّ أي طفل. وطلبت أخذ ما يملكه هؤلاء الأطفال من مال وإعطائهم ما توفر كي لا يشعر الطفل أنّها "شفقة" وكي لا يتم كسر خاطره أو يشعر بإختلاف عن أصدقائه.
ولفتت نجم إلى أنّها طلبت من مديري المدارس أيضاً تعاون وتعميم للعائلات لمن يستطيع أن يرسل مع أولاده أي شيء إضافي كسندويش مثلاً، أو علبة بسكويت، وهذا يعزز التكافل بين الأطفال أنفسهم.
كما بادرت السيدتان مع مجموعة من المتطوعين إطلاق "السندويشة المدرسية" حيث يحضرون السندويشات والعصير والموز والتفاح والبسكويت يومياً، وذلك قبل موعد الذهاب إلى المدرسة بساعتين أو أكثر، ويرسلونها إلى بيوت العائلات ليأخذها الأطفال معهم إلى المدرسة.
وتمنت السيدة نسرين تعميم هذه الفكرة في مختلف المناطق.
وما كان لافتاً هو تفاعل المقيمين والمغتربين مع المبادرة منذ لحظة إعلانها عنها عبر منشور على "فيسبوك".
"لبنان بخير لأن في ناس هيك طيبين"، هكذا وصفت ما حصل وأكدّت أنّ الناس "قلوبها على بعضها" وتابعت "كل ما يحكى خلاف ذلك غير صحيح"، مشيرة إلى أنّ البعض تبرع بعلب جبنة ومربى وغيرها من المواد وأيضاً هناك من تطوع لنقل الوجبات والمساعدة بتحضيرها.
هكذا مبادرات تثبت أنّ هناك من لا يستطيع النوم ليلاً وهو يعلم أنّ طفلاً يحلم بسندويشة أو "لوح شوكولا"، وبدل أنّ يكتفي بلوم الدولة والواقع المزري الذي أوصلتنا إليه يسعى لتحقيق الأحلام االصغيرة بعدما كانت سابقاً أموراً بديهية. هناك من يقرر أن يضع تعبه ووقته وإنسانيته ويبدأ بالخطوة الأولى، ليمشي بعدها طريقاً طويلاً تنيره ضحكات الأطفال ودعاء العائلات المستورة.
زينب بزي - بنت جبيل.أورغ
تغطية مباشرة
-
الشيخ نعيم قاسم: بعد الحرب هناك ٤ أمور: -سنبني معا بالتعاون مع كل الشرفاء والدول التي ستساعد -سنقدم مساهمتنا الفعالة لانتخاب الرئيس من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستورية -ستكون خطواتنا السباسية تحت سقف الطائف -سنكون حاضرين في الميدان السياسي لنبني ونحمي
-
الشيخ نعيم قاسم: نحن نقاوم اليوم دفاعا عن لبنان من الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يُهزم الا بالمقاومة
-
الشيخ نعيم قاسم: رسالة تحية خاصة لأمل وعوائل أمل وشباب حركة أمل
-
الشيخ نعيم قاسم: أقول للنازحين من أهلنا والله نحن نقدر ما تقومون به وتعطونه ونعلم أنكم تضحون كثيرا