تحت عنوان " مريم البسام تردّ عبر "بصراحة" على الكارهين والهجوم عليها بعد مقابلة الحريري" كتبت باتريسيا هاشم في موقع بصراحة:
لم تمر مقابلة الرئيس سعد الحريري مع مديرة الاخبار والبرامج السياسية في قناة "الجديد" مريم البسام، مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تعرضت الإعلامية اللبنانية، التي تُعتبر كاتبة درجة أولى في الوسط الاعلامي، لأعنف وأشرس هجوم بسبب ما قيل أن أداءها لم يكن بالمستوى المطلوب في لحظات حرجة يعيشها لبنان.
جلست مريم البسام التي لها باع طويل في الاعلام منذ ثلاثين عامًا، والتي بدأت في عام ٢٠٠٢ كمديرة الأخبار والبرامج السياسية في “الجديد” امام الشيخ سعد الحريري خلال مقابلة خاصة كانت مقرّرة سلفاً قبل ان يعتذر الشيخ سعد عن تشكيل الحكومة او لعله اختار توقيت هذه المقابلة تزامناً مع رغبته في الاعتذار فتحولت المقابلة الى حدث استثنائي في هذه اللحظة الدقيقة من ازمة لبنان المتفاقمة.
وضعت مريم البسام امامها على طاولة الحوار زوادتها، بعض من خبرتها، حنكتها، ذكائها وفضولها الاعلامي و bic ازرق .والأهم اختارت ان تحاور بلسان الناس وبشكل بسيط يشبه ببساطته الشارع اللبناني: دون تكلّف ولا بهرجة ولا استعراض "اعلاميّي آخر زمن" اولئك الذين يوكلون مهمة اعداد الحلقة لفريق "طويل عريض" فيما هم يتلهّون بالأزياء والاكسسوار والمجوهرات والساعات والماكياج وتسريحة الشعر ويجلسون على كرسيهم بتباهٍ كمن يخضع لجلسة تصوير فوتوغرافي حيث تتحول المقابلة الى” بوزات” ومادة مصوّرة دسمة يحتاجونها لاحقاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
صاحبة الباع الطويل في عالم الكتابة السياسية لم تلتزم شروط الاطلالات التلفزيونية. هي المتمردة القادمة من عالم فضح المشهد السياسي في لبنان والوطن العربي لم يكن من السهل ترويضها امام شاشة سطحيّة تنقل بالعادة ما يقال وليس ما يدور في الأذهان. وفي هذه المقابلة بالتحديد دار في ذهن مريم البسام اكثر مما أدلت به او طرحته على رئيس الحزب الازرق.
كانت البسام جالسة تراقب الشيخ سعد وكأنها كانت تعرف الاجابات سلفاً. طبعاً الاجابات التي لم يعطها على الهواء…فهي لم تحاوره لتحصل على اجابات تعرفها، بل لتنقل له من خلال اسئلتها ما يجول ويدور في رأس معظم اللبنانيين، خاصة اولئك “غير التابعين” للحريرية السياسية.
ومن يراقب البسام خلال المقابلة وهي تضع نظاراتها ذات الأربع درجات وكيف تنزعها يتأكد انها كانت – بالاضافة الى حاجتها لقراءة اسئلتها-كانت تتمنى لا ارادياً ان تخترق بتلك النظّارات سعد الحريري وتستكشف جوفه وتجول في باله علّها تخرج بحقائق جديدة وتفضح الكثير، الا انها انصاعت في بعض الاحيان لآداب الحوارات التلفزيونية التي تفرض في معظم الاحيان عدم التطاول على الضيف، تكذيبه او معاكسته بشراسة، فوُلِدت من رحِم البروتوكولات التلفزيونية مريم بسام مسالمة وغير مشاكسة الا في بعض المحطات التي تفوّق فيه فضولها وحسّها الاعلامي على “قيود” البث المباشر، فاخترقت جدار الحريري وعصفت بهوائه على هواها، فأحرجته واستفزته فإستفزها ومن ثم ارغمته على الاعتذار منها.
وبأول ردّ على الهجوم الذي طال مريم البسام ولا زالت اصداؤه حتى كتابة هذه السطور، خصّت الاخيرة موقع "بصراحة" بهذا التوضيح.
بدأت البسام ردّها متوجهة بالحديث الى كل من يفكّر ان يتهمها بـ "منك محاورة" قائلة "معكم حق"، مشدّدة أنها ليست محاورة من النمط الموجود، فهي صحافية وتسأل بصوت الناس وليست مستعدة أن تغيّر شخصيتها بهدف تملّق السياسيين، وكما قال الزميل سامي كليب عنها "هذه مريم البسام" وكل شخص يعرفها يتأكّد أنها أقرب لأسلوب الأرض والشعب والناس وهذا يضعها بمواجهة مع السياسيين وربما لذلك لم يعد لديها أصدقاء في الوسط السياسي أو ربما يعدّون على اصابع اليد الواحدة.
ولفتت البسام أن أكثر ما ازعجها هو التعليق على الشكل وليس على المضمون. والمزعج أكثر أن هناك من لم يشاهد الحلقة لكن انتقدها وقال "كانت فاشلة". وأضافت “فليناقشوني في المضمون وانا مستعدة للنقاش، وما هو السؤال الذي كان يجب عليّ أن أسأله للرئيس سعد الحريري ولم يتم طرحه؟”
وكشفت "البسام" حصريًا لبصراحة أن هناك بعض الاسئلة تعلم مسبقًا أنها قد تشكّل حرجًا عند الضيف و"بمفعول رجعي" تم طرحها ولم يكن هناك أي خطوط حمراء على أي موضوع.
وكشفت مريم البسام أن الحلقة تغيّر مسارها بعد الاعتذار عن تشكيل الحكومة (لأن كان من المفترض أن يقدّم الحريري اعتذاره خلال الحلقة) إلا انها اعتمدت على أسلوب الجواب والسؤال وليس العكس بمعنى من جواب الضيف تردّ بسؤال لأن هناك الكثير من الأمور طُرحت على الهواء "ما بتقطع عليّ" بحسب تعبيرها. كأسئلة (كيف يعني رايح جبلكن غاز من مصر وانت مش مألّف حكومة بعد؟ وكيف عبر سوريا وانت ما بتحكي مع السوري؟ كيف انا جبتو لميشال عون وبمقطع تاني مش انا جبت ميشال عون؟ كيف كنت ملياردير وصرفت مصرياتك علينا؟)
وطلبت البسام عبر "بصراحة" على أي شخص أن يجادلها بالمادة الصحافية وليس لأنه لا يليق بها أن تكون محاورة، أو لأنها قالت "يا خيّ بدلاً من الشيخ سعد" أو لانها "ما قعدت منيح"… وانهت البسام بالقول: "نعم لا أريد أن أجلس بالكادر وأريد أن أكون نفسي ولست مستعدة أن أكتب بقلم "ماركة" ولا أي شيء من هذا القبيل، حتى لو لم يكن هناك من أزمة خانقة اجتماعية لا اكتب إلا "بقلم بيك".
كما أكدت البسام أنها تتقبّل النقد على مواقع التواصل وهذا شيء طبيعي ولكن لا تقبل التجريح والتشكيك بمصداقيتها واتهامها بالمال والرشوة.
لم تستغرب البسام عبر "بصراحة" الهجوم لأن هناك فريق يريد أن يُظهر زعيمه بأنه يلمع مثل الذهب او يظهر على انه بريء.
وعادت البسام بالذاكرة الى الوراء ١٦ عاماً عندما تعرضت لهجوم أكبر بكثير حين حاورت حصراً السيد حسن نصرالله. حينها كان الانتقاد عبر الاتصالات على سنترال الجديد “مين هاي الي عم بتحاور السيد حسن؟ ليش بتقلو (انت) بدل سماحة السيد؟ ليش نازلة تعيد السؤال؟ لكن هذه المقابلة سجلت للتاريخ واقعة “لو كنتُ اعلم” الشهيرة.
وردًا على سؤال هل اتصل بها أي رجل سياسي بهدف أن تحاوره أو ان الباب اغلق وراء سعد الحريري؟ اجابت البسام "نعم هناك اتصالات تمّت لكن قالوا "الله لا يجربنا".