عجيبٌ غريبٌ هو أمر هذا البلد. مشاهدٌ متناقضة في كلّ مكان وفي نفس الزّمان.
إنّه الانفصام في عينه يتجلّى يوماً بعد يومٍ وخصوصاً مع اقتراب فصل الصّيف، فالمواطن اللبناني الذي يتململ من إرتفاع الاسعار، هو نفسه يبحث عن شاليه للايجار ويسعى جاهداً ليحجز طاولة في مطعم وحانة!
يبحث سامر خ.، وهو مغتربٌ لبناني يعمل في الامارات، عن شاليه ضمن مجمّع في لبنان ليمضي فيه إجازته خلال الصّيف مع عائلته. سامر الذي كان يقرأ ويسمع من أصدقائه ومن أفراد أسرته في لبنان أنّ الوضع "مأساويٌّ" هنا، يعجز عن العثور على غرفة مطلّة على البحر أو في الجبال يحجزها خلال شهري تمّوز وآب، فغالبية الشاليهات "مفوّلة"، وفق ما روى لموقع mtv، والاسعار التي، وكما كان يعتقد، ستكون رخيصة بفعل الازمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدّولار، هي في الواقع "نار". التسعير في الدولار، وحجز موسم في شاليه قد يصل الى 10 آلاف دولار أميركي.
يشرح الامين العام لاتحاد المؤسّسات السياحيّة جان بيروتي لموقع mtv أسباب هذه الظاهرة، معتبراً أنّ "تراجع سفر اللبنانيّين للسياحة والاستجمام أدى الى ارتفاع الطلب على الشاليهات، ومن يملك شاليه وكان يستثمره في الايجار في السنوات الماضية، قرّر أن يمضي موسم الصيف فيه هذا العام بدلاً من السفر، لذا تقلّص عدد الشاليهات الشاغرة خصوصاً وأنّ 70 في المئة من الشاليهات في لبنان مملوكة".
ويلفت بيروتي الى أن "ما يحصل في لبنان هو أمرٌ لافت لناحية الحركة السياحية الناشطة من قبل اللبنانيّين المقيمين خصوصاً الاعمار الشابة، فالبرغم من أن الشعب يعيش في أزمة، إلا أنه لا يتوانى عن الخروج الى المطاعم والحانات والمجمّعات السياحيّة، بهدف "التنفيس" عن الاحتقان الذي يعيشه، وأيضاً لانّ الاسعار بالنسبة لمن يتقاضى رواتب بالدولار زهيدة".
وفي السيّاق ذاته، يعوّل بيروتي "على موسم سياحي جيّد خصوصاً مع وصول المُغتربين خلال الاشهر المقبلة، إلا أن هذا لا يعني أنّ القطاع في حال جيّدة، فنحن نسعّر على أساس الـ5 و6 آلاف ليرة، بينما ندفع فواتيرنا على سعر صرف الـ12 ألف وأكثر، ولكنّ هدفنا هو الاستمراريّةوالبحث عن الزّبائن، وكلّ ما نطالب به هو فكّ هذا الحصار السياسي عنّا، والوصول الى حلول سياسية تُعيد الفرج الى هذا البلد".
جيسيكا حبشي - موقع mtv