صورتان لشباب مفترشين الشارع. في المزاعم المرفقة، هؤلاء "طلاب لبنانيون ينامون في الطرقات في الغربة لعدم قدرة أهلهم على تحويل الأموال اليهم". غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. الصورتان تعودان لطلاب أردنيين دارسين في الجامعات الجزائرية احتجوا على أماكن حجرهم في الجزائر بافتراش الشارع. وقد نُشرتا في 8 أيلول 2020 بحسب ما ذكرت النهار.
الوقائع: منذ ساعات، تكثّف تناقل الصورتين في صفحات وحسابات ومواقع اخبارية لبنانية. شباب افترشوا الشارع، بينما ظهر آخرون نائمين في الهواء الطلق. وقد أرفقتا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "صورة لطلاب لبنانيين خارج لبنان ينامون في الطرقات لعدم قدرة أهلهم على تحويل الأموال لهم"، أو "بعد أن عجزو عن دفع تكاليف سفرهم".
التدقيق:
يتزامن نشر هاتين الصورتين مع احتجاجات لعدد من أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج أمام مصرف لبنان، للمطالبة بتطبيق قانون الدولار الطلابي، رافضين "المماطلة وتقاذف التهم بين مصرف لبنان وجمعية المصارف ووزارة المال".
غير ان الصورتين لا علاقة لهما بقضية "الدولار الطالبي" والصعوبات التي يواجهها الطلاب اللبنانيون في الخارج.
فالبحث العكسي عن الصورتين، بواسطة غوغل، يبيّن ان الصورتين نشرتا، مع مجموعة أخرى من الصور، ضمن تقارير في مواقع اخبارية عربية عدة، في 8 ايلول 2020 و9 و10 منه، عن طلاب اردنيين دارسين في الجامعات الجزائرية "اشتكوا من ظروف حجرهم لدى وصولهم الى العاصمة الجزائرية لاستكمال دراستهم الجامعية"، وفقا لما أورد موقع "خبرني" الاخباري الأردني في 8 منه.
ونشر رسالة للطلاب جاء فيها ان "عددهم يقدر بـ170 طالبا وطالبة، وكان من المفترض ان يتم حجرهم في فنادق. لكن فور وصولهم الى الجزائر، تم حجز جوازات سفرهم وحجرهم في إقامة لا تتسع لهم، وتم تخصيص 40 غرفة لهم فقط في شكل مختلط بين الطلاب والطالبات .وبينوا ان الغرف في الاقامة غير مهيئة، والنظافة شبه معدومة، ولا يوجد لديهم طعام او ماء للشرب".
وقد أرفق الرسالة بمجموعة صور للطلاب في الشارع، ضمنها الصورتان موضع التدقيق.
وقد أطلق الطلاب الأردنيون في الجزائر صرختهم، عبر صفحتهم في الفيسبوك، في 8 ايلول 2020. ونشروا صورا لهم وهم يفترشون الشارع، اضافة الى بيان عرضوا فيه شكواهم.
وقد تفاعلت قضيتهم على المستوى الرسمي. فأصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية بيانا في 9 أيلول، أكدت فيه "أنها تتابع عن كثب أوضاع الطلاب". وقالت: "رغم بعض الإشكاليات التي ظهرت عند وصولهم إلى مطار الجزائر، فقد تم توزيعهم جميعا، بالتنسيق مع السلطات الجزائرية، على أماكن حجر جيدة ومرتبة وتراعي معايير الصحة والسلامة العامة، وتحافظ على خصوصية كل منهم".
غير أن الطلاب ردوا على الوزارة، عبر صفحتهم في الفيسبوك. فأكدوا "انهم لم يدخلوا الاقامات الجامعية المخصصة للحجر ليلة أمس لانها غير مجهزة او مهيأة للحجر. وغير ذلك كان الوضع مختلطا، ذكورا واناثا، وهذا ما لا نقبله في ديننا ولا عاداتنا وتقاليدنا".
من جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز أن "بعض الطلبة اعترض على الحجر المؤسسي الذي تفرضه السلطات الجزائرية، مصرين على حجر أنفسهم داخل أماكن سكنهم في الجامعة". وأفاد أن "السلطات الجزائرية أمنت أماكن حجر حديثه للطلاب الأردنيين تتوافق مع الشروط السلامة العامة، كما أنه تم توفيرها مجانا".
وعن الأخبار المتداولة عن مبيت الطلاب في الشوارع، قال إنه "تم نقلهم جميعا الى أماكن حجر مهيئة تتوافق مع المعايير الصحية وشروط السلامة العامة. لكن بعضا منهم رفض ذلك. فنقل فرشه من أماكن الحجر إلى الخارج، وافترش الشارع وبات هناك بإرادته".
اذاً، لا صحة للمزاعم ان هاتين الصورتين تظهران "طلابا لبنانيين في الخارج ينامون في الطرقات بعدما عجزوا عن دفع تكاليف سكنهم". الصورتان تعودان لطلاب أردنيين دارسين في الجامعات الجزائرية احتجوا على أماكن حجرهم في الجزائر بافتراش الشارع. وقد نُشرتا في 8 أيلول 2020.
للإطلاع على الروابط المرفقة: النهار
تغطية مباشرة
-
أكسيوس عن مسؤول أمريكي: لا موعد لزيارة هوكشتاين إلى بيروت ولن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل لاتفاق
-
وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل جندي إسرائيلي خلال المعارك في جنوب لبنان.
-
قمر جديد تزفه مدينة بنت جبيل.. حسين علي عباس وهو من سكان بيروت تتمة...
-
الراعي: الحل يكون بالمفاوضات السياسية وليس بالإنتصار أو بالإنكسار ولا يجوز تغيير قائد الجيش في هذه الظروف التي نعيشها اليوم تتمة...