مرض نادر يفتك بالاطفال في امريكا و اوروبا.. "الكاواساكي" يصيب المئات ويقتل ثلاثة : البعض يتحول لسانهم لشكل الفراولة وتورم بالاوعية و البحث مستمر عن علاقته بكورونا!

يبحث مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة الأميركية في متلازمة التهابية نادرة و كيفية تأثيرها على الأطفال خلال جائحة فيروس كورونا بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.

قال الحاكم أندرو كومو خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء أن 15 ولاية أميركية حتى الآن ، من ضمنها نيويورك ، تحقق في الحالات التي قد تكون مرتبطة بمرض كاواساكي وهي حالة التهابية نادرة غالبًا ما تصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات أو أقل ومتلازمة الصدمة التسممية.

اكتشفت نيويورك 102 حالة لدى الأطفال تظهر عليها أعراض مشابهة للمرض النادر ، ووالآن يجري التحقق لمعرفة ما إذا كان هناك ارتباط بينه وفيروس كورونا المستجد.

قال كومو: "لقد فقدنا ثلاثة أطفال في نيويورك بسبب ذلك، صبي يبلغ من العمر خمس سنوات وصبي يبلغ من العمر سبع سنوات وفتاة تبلغ من العمر 18 عامًا"، وهذه الحالات في جميع أنحاء الولاية."

ولفت أن 14 دولة أخرى وخمس دول أوروبية تبحث أيضًا في المتلازمة النادرة لمعرفة ما إذا كان هناك صلة بين هذه الأعراض والفيروس الجديد.

وتابع أن 60 في المائة من الـ 102 حالة في نيويورك سجلوا نتيجة إيجابية بفحص الكورونا. ومن بين هذه الحالات ، تم إدخال 70 في المائة منهم في وحدة العناية المركزة و 19 في المائة أُدخل لهم أنبوب للتنفس intubation.

وأضاف كومو "هذا أمر خطير".

تسبب الارتباط المحتمل بين الفيروس التاجي وهذه المتلازمات الالتهابية بالقلق بين المسؤولين لأن الأطفال يظهرون أعراضًا مختلفة تمامًا عن مريض كورونا النموذجي. غالبًا ما يهاجم كورونا الجهاز التنفسي العلوي ويسبب سعال أو صعوبة في التنفس. في حين أن الأعراض المتعلقة بالمتلازمة الالتهابية النادرة فتظهر تورمًا واحمرارًا في الأوعية الدموية بالجسم.

وبحسب الصحيفة، فإن كل عام يتم تشخيص ما يقدر بنحو 3000 طفل بمرض كاواساكي في الولايات المتحدة.

وقال المحافظ الأسبوع الماضي أن "هؤلاء هم الأطفال الذين يأتون ولا يظهرون الأعراض التي نعرفها عادةً مع كورونا . إنه ليس مرضًا تنفسيًا ، إنهم ليسوا في ضائقة تنفسية، أعتقد أن هذا أحد الأسباب التي أدت إلى اكتشافه مؤخراً بهذه العملية ".

ولفتت الإندبندنت أنه يُطلب من مستشفيات نيويورك الآن إبلاغ مركز الصحة بالولاية عن أي أطفال تظهر عليهم أعراض تعكس مرض كاواساكي أو متلازمة الصدمة التسممية.

كما طلبت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من نيويورك تطوير معايير وطنية للولايات الأخرى وأنظمة المستشفيات لمساعدتها في التعرف على المرضى المشابهين.

سابقاً ، كان مسؤولو الصحة يعتقدون أن الأطفال لا يتأثرون إلى حد كبير بالأعراض الشديدة لفيروس كورونا، في حين أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا وما فوق والذين يعانون من أمراض أكثر عرضة للخطر.

يقول موقع مركز السيطرة على الأمراض: "بناءً على الأدلة المتوفرة ، لا يبدو أن الأطفال معرضون لخطر الإصابة بمرض كورونا أكثر من البالغين. أصيب بعضهم بالمرض ولكن البالغين يشكلون معظم الحالات المعروفة حتى الآن".

و مع ذلك أشار المركز إلى أنه "تم الإبلاغ عن نتائج شديدة عند الأطفال ، بما في ذلك ثلاث وفيات".

وأضاف المركز "من الأخبار الجيدة القليلة هو أن الشباب لم يتأثروا، ولكن نحن لسنا على يقين من أن هذه هي الحقيقة بعد الآن ".

ولفتت الصحيفة أن ولاية كونيتيكت أبلغت عن أول حالة لها تتعلق بالمتلازمة يوم الاثنين، وكان مسؤولو الصحة في الولاية يحققون في ست حالات على الأقل تتعلق بالمتلازمة. وأيضاً، أعلنت ولاية نيو جيرسي أنها تحقق في 10 حالات محتملة، ولا حالات مميتة بينها.

وكذلك فإن المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا هي من بين الدول الأوروبية التي تحقق أيضًا في الحالات المتعلقة بالمتلازمة.

وفي السياق نفسه، لفتت صحيفة سكاي نيوز أنه أصيب عشرات الأطفال في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا بمرض التهابي نادر مرتبط بالفيروس التاجي - بما في ذلك صبي يبلغ من العمر 14 عامًا توفي في لندن في نيسان الماضي.

كان المراهق جزءًا من مجموعة من ثماني حالات تم علاجها في مستشفى Evelina للأطفال في لندن على مدى 10 أيام في الشهر الماضي.

وبحسب دراسة أجرتها The Lancet journal أن في برغامو ، المدينة الأكثر تضررا في إيطاليا، كان هناك زيادة بنسبة 30 بحالات تحمل مرض يشبه كاواساكي لدى الأطفال في مستشفى Giovanni XXIII خلال الشهر الماضي.

خلص الباحثون الإيطاليون إلى أن فيروس كورونا "قد يسبب شكلاً حادًا من مرض يشبه كاواساكي".

حتى الأسبوع الماضي ، إستقبل مستشفى لندن أكثر من 20 طفلاً مصابًا بمرض يشبه كاواساكي ، وفقًا لتقرير من الفريق الطبي في The Lancet.

أفاد فريق طبي، بحسب الصحيفة، أن شاب يبلغ من العمر 14 عامًا قضى ستة أيام في العناية المركزة في Evelina وكان اختباره إيجابيًا لـ COVID-19 بعد وفاته. وكانت أعراضه الرئيسية عند دخوله المستشفى هي درجة حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية وإسهال وآلام في البطن وصداع.

كان أصغر طفل في المجموعة المعالجة في Evelina يبلغ من العمر أربعة أعوام واثنين آخرين في سن السادسة.

اثنين من الأطفال في المجموعة، بما في ذلك الصبي الذي توفي، يعانون من السمنة المفرطة.

ولفت التقرير أن"جميع الأطفال كانوا في صحة جيدة في السابق. 6 منهم من أصل أفريقي كاريبي ، وخمسة منهم ذكور."

وقال مسعفون إن جميع الأطفال ظهرت عليهم أعراض متشابهة عندما تم إدخالهم إلى المستشفى ، بما في ذلك الحمى الحادة والطفح المتغير" والعين الوردية (التهاب الملتحمة -conjunctivitis) والتورم والألم و أعراض معدية معوية.

خلال فترة وجودالأطفال في المستشفى، لم يكن لدى معظمهم مشاكل تنفسية كبيرة ، ولكن تم وضع سبعة منهم على أجهزة التنفس الصناعي لتثبيت أنظمتهم القلبية الوعائية.

نجا جميع الأطفال من المتلازمة ما عدا الطفل البالغ من العمر 14 عامًا.

وقال وزير الصحة مات هانكوك الشهر الماضي إن الخبراء يحققون في المتلازمة الجديدة لدى الأطفال "بإلحاح شديد" لكنه شدد على أنها نادرة.

في بيرغامو ، وجدت دراسة أخرى أن 10 أطفال، سبعة أولاد وثلاث بنات ، بمتوسط ​​عمر سبعة ونصف تم تشخيصهم بين 18 شباط و 20 نيسان.

ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين تم تشخيصهم بعد بدء جائحة COVID-19 كانوا أكبر سنًا، في حين كانوا بالسابق يبلغون من العمر ثلاث سنوات تقريبًا، ويرتفع لديهم معدل الإصابة بالقلب ومتلازمة تنشيط البلاعم (MAS) ، وهي استجابة التهابية جهازية يمكن أن تصل إلى كل عضو في الجسم.

من ناحية أخرى، كتب المسعفون الذين يبحثون بالحالات لندن: "نقترح أن هذه الصورة السريرية تمثل ظاهرة جديدة تؤثر على الأطفال الذين لم تظهر عليهم الأعراض سابقًا و يعانون من عدوى كورونا تتجلى كمتلازمة فرط الالتهاب وتشمل أعضاء متعددة على غرار متلازمة الصدمة بمرض كاواساكي".

وقال الفريق إن الطفل الذي يعاني من المتلازمة بحاجة لمتابعة من العديد من المتخصصين ، بما في ذلك من العناية المركزة وأمراض القلب والأمراض المعدية والمناعة والروماتيزم.

المصدر: صحيفة الإندبندنت البريطانيةhttps://bit.ly/2Tk0WSz

سكاي نيوز https://bit.ly/2WvAvLC     (ترجمة موقع بنت جبيل)

---