عاد مثال طارق حوا الذي قدمه فوج إطفاء بيروت شهيدا على مذبح الوطن صباح اليوم الى مركز الفوج في الكرنتينا، بعد خضوع جثته لفحص ال DNA، لوداع رفاق الواجب، ضباطا، إطفائيين، مسعفات ومسعفين، الذين وجهوا تحية الإجلال والتكريم لمن ضحى بحياته أثناء قيامه بواجب إطفاء الحريق الذي اندلع في الرابع من آب في مرفأ بيروت.
وفيما صدحت أبواق الآليات وأصوات الأسهم النارية، حمل رفاق حوا نعشه الأبيض الذي لف بالعلم اللبناني تتقدمه أكاليل الزهر التي قدمت باسم قيادة الفوج والرفاق ومحافظ بيروت في باحة المركز حيث احتشدوا صفوفا مترقبين وصول جثمانه في محطة أولى، واحتفلوا به على طريقتهم قبل انطلاقه في جولة وداعية على بعض شوارع العاصمة من عائشة بكار الى الزيدانية فالملعب البلدي، ليتوجه بعدها الى بعاصير - الشوف حيث سيصلى على جثمانه في قاعة مدافن بعاصير الجديدة قبل أن يوارى في الثرى.
وحوا هو الشهيد التاسع الذي عثر على جثته تحت الركام من شهداء الفوج العشرة الذين قضوا في 4 آب أثناء تأديتهم واجب إطفاء الحريق الذي شب في العنبر الرقم 12 في المرفأ قبيل وقوع الإنفجار الكبير الذي دمر جزءا كبيرا من العاصمة بيروت وأودى بحياة الإطفائيين إضافة الى نحو مائة وسبعين من المدنيين وجرح نحو خمسة آلاف وتشريد آلاف العائلات ملحقا الأضرار الجسيمة بالممتلكات الخاصة والعامة والبنى التحتية ولا سيما المستشفيات.
وعثر الى الآن على جثة الرقيب أول رامي الكعكي، الرقيب إيلي خزامي، الرقيب أول شربل كرم، الإطفائيان شربل حتي وابن عمه نجيب وجو نون ورالف ملاحي، المسعفة سحر فارس، الى الإطفائي حوا، ولا يزال البحث جاريا عن جثة الشهيد العاشر الإطفائي جو بو صعب، التي يرجح أنها لا تزال مطمورة تحت الأنقاض.
ويضم الفوج الذي يرفع شعار "مروءة تضحية إخلاص" مجموعة فنية منظمة ومدربة تدريبا عسكريا، قوامها فنيون متخصصون بالإطفاء والإنقاذ والإسعاف، وعسكريون لتطبيق النظام والإمرة.
(الوكالة الوطنية للاعلام)