كتبت إيفا أبي حيدر في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "سلوك المستهلك في الأزمة: تخزين وهلع": "منذ مطلع العام واللبناني يتسابق مع سعر الدولار لشراء ما أمكن من سلع قبل ان يرتفع ثمنها. وبعدما أمضى غالبية وقته في شهري آذار ونيسان يتنقّل من سوبرماركت الى أخرى يقارن فيها أسعار المنتجات ويشتري الأرخص ويخزّن تحسّباً لارتفاع الأسعار، يبدو انه اليوم في فترة استراحة بعدما سبقته الأسعار بأشواط. فماذا خَزّن منذ بدء تغيّر الأسعار؟ وماذا اشترى غير المواد الاستهلاكية؟
مع بدء موجة ارتفاع الأسعار الناتجة عن تدهور سعر الصرف مقابل الليرة، حاول اللبناني أن يستلحق الوضع، من خلال شراء السلع وفق التسعيرة القديمة قبل ان تقفز الأسعار الى مستويات قياسية. البعض حصر مشترياته بالمواد الغذائية، والبعض الآخر اتجه نحو تخزين السلع المعمّرة غير المقيدة بمدة صلاحية، كلّ وفق قدرته الشرائية.
اليوم، وبعدما هدأت الهجمة على التبضّع، يقول نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد لـ"الجمهورية” انّ المستهلك عمد خلال الأشهر الماضية الى تخزين ما أمكَن تحسّباً لارتفاع الأسعار، وكان يزيد الاقبال على السوبرماركت كل مطلع شهر عندما يقبض الموظفون رواتبهم، ولاحظنا انّ كمية الشراء مطلع حزيران وتموز كانت كبيرة بما يؤكد التوجّه نحو التخزين، إذ تزامَن مطلع كل شهر مع ارتفاع في سعر الدولار في السوق الموازي، ليقارب الـ 10 آلاف ليرة ما دفعَ بالمستهلكين للشراء أكثر من حاجتهم استباقاً لأيّ ارتفاع اضافي في الأسعار.
حالياً، ورغم اننا في نهاية الشهر حيث تزيد الحركة عادة في السوبرماركت في الفترة الممتدة من 28 الى الأول من كل شهر، لم ينعكس ذلك بعد حركة ناشطة في السوق كما جرت العادة، مؤكداً انّ الحركة أصبحت أقل بكثير من المتوقع في مثل هذه الفترة من الشهر.
وعَزا فهد الأمر الى 3 أسباب: تراجع القدرة الشرائية، التخزين، إذ سبق للمستهلك ان خَزّن في منزله مواد غذائية وسلعاً استهلاكية، والى انتظار شريحة من الناس بدء العمل بالسلة الغذائية المدعومة لتستأنف التبضّع، حيث من المتوقّع ان تشمل اصنافاً جديدة.
نوعية التخزين
عن السلع التي اتجه نحوها المستهلك في الفترة الماضية بهدف التخزين، قال فهد: بالاجمال زاد الطلب على السلع التي لا تاريخ صلاحية لها مثل المحارم، المحارم الورقية، الليف، الاسفنج... او تلك التي لديها تاريخ صلاحية طويل الأمد. ولفت الى انّ المواطن لم يكن قادراً على التخزين بكميات كبيرة، لأنّ قدرته الشرائية تراجعت ولأنه حاول أيضاً التخزين في غير السلع الاستهلاكية.
من جهة أخرى، أكد فهد انّ البديل موجود عن كل منتج لم يعد متوفراً في السوق، إنما المشكلة في البديل انه قد لا يكون ما يرغب به الزبون، وقد لاحظنا ذلك خصوصاً في منتجات العناية الشخصية مثل الكريمات، الشامبو، معجون الاسنان، الصابون...
وكشف انه حيال تراجع الاقبال على الشراء، تعمد غالبية السوبرماركات الى إقامة عروضات لِحث المستهلك على الشراء، وهي تركّز على السلع التي اقترب تاريخ صلاحيتها من الانتهاء او تلك التي تراجع حجم مبيعها بسبب ارتفاع سعرها، فيضطرّ الوكيل الى خفض سعرها مجدداً والبيع بخسارة لتوفير السيولة عبر تصريف البضاعة".
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا